???? زائر
| موضوع: السحر الأبيض والسحر الأسود الإثنين 19 أبريل 2010, 7:53 pm | |
| لن أقول إن هذه الظاهرة موجودة في مجتمعنا العربي فقط , بل هي متفشية في الدول الغربية أيضا
أو (المجتمعات المتحضرة ) كما يزعمون , ونحن حالنا أفضل بكثير منهم , إذا انبهرنا بالسحر
الأبيض فالغرب لايستهويهم إلا السحر الأسود , رسول الشر والهلاك للبشرية .وفيما يخص السحر
الأبيض فإن جُلَّ ما أعرفه أن أنصاره يعتبرونه رسول النوايا الحسنة وسفير محبة بين القلوب , أو أنه
فعلاً قد تربع على عرش الشعوذة بلا منازع , لما له من منافع ومقاصد تسدي الخير وتقدمه في صور
شتى , وقد يسخره البعض وعن طريقه لمخاطبة العالم الآخر (الجان) في علاج بعض مشاكلهم ,
ومربط الفرس هنا هو أن السحر الأبيض يكشف على الجزء العلوي من ذاك العالم وليس السفلى .
(وفاء / 25 عاماً ) : لم أسمع عنه مطلقاً , وأعلم أن السحر موجود ومؤمنة بذلك , أما حكاية
أبيض وأسود فلم أسمعها إلا الآن , كل ما أعرفه هو قراءة الفنجان والكف والودع (الضرب على الرمل ) .
(الحاجة مريم / 95سنة ) تقول : عقد عقدة حول رداء العروس يبعد شبح الطلاق !! والفال
والقصدير يحل مشكلة العنوسة عند الفتاة !! الناس زمان كانوا يقولون السحر الأبيض في اليوم
الأسود معنى هذا أن (أسبارنا) التي نتداولها في حياتنا اليومية - بما في ذلك أفراحنا والتي أخذناها
عن السلف الأول - فيها نوع من السحر الأبيض , فهو مفيد وغير ضار , يجلب الغائب ويوزع
الرزق ويزوج الفتاة أيضاً أو يحفظها من الخطأ , شيوخنا كانوا يسخدمون الآيات القرآنية لحل البركة
ولفعل الخير , هذا ليس حراما ولا عيبا , والله يحاسب على النوايا .
والبنت عندما تتأخر في سن الزواج ويفوتها القطار تشتري لها أمها (القصدير) الذي تصهره فوق حمّام
ساخن تضعه بالقرب من على رأسها حتى يحدث فرقعة تتلاشى معها كل العراقيل !! وأنا عن نفسي
فعلت ذلك لواحدة من بناتي , والحمد لله هي الآن في بيت الزوجية و (الفال) له نفس الدور , وبعدما
تتزوج البنت وفي ثاني يوم تعقد لها عقدة في ردائها حتى (تتهنَّى) في زواجها وتكون (سمن على
عسل) مع زوجها , ولاطلاق ولاهم يحزنون !!
وماذا عن حكاية خيط النيرة السحري ?
( هذه عادة ورثناها وعرفناها من جداتنا , البنت وهي صغيرة وقبل ماتكبر (إيصفحوها بخيط النيرة)
!! فالدنيا ماعادش إتطمن .. الوقت مافيشّي أمان ) وطبعاً هذا الخيط يحميها من كل مكروه ويحافظ
على عفتها , فالسترة مطلوبة .
وحول التنجيم وطقوسه وقراءة الابراج والكف والفنجان والماء كان للأستاذ (خالد , صحفي ) هذا رأي :
لطالما اعتبرت هذا العالم عالماً وهمياً وغير حقيقي , فهو مجهول بالنسبة لي , وفي يوم ما قصدت
باب أحد المنجمين بدافع الفضول وحب المعرفة , وقد كان المنجم متمرساً في قراءة الكف , تناول يدي
اليمني وبدأ في النظر إلى الخطوط العريضة المرسومة على باطن يدي , لمس الخط الأول بأصابعه
وقال لي : هذا خط العمر من حيث طوله وقصره , والأعمار بيد الله , وأشار إلى الخط الثاني
الأقصر والذي سماه بخط الرزق والأبناء , وثمة خط فرعي خاص بالزوجة لكنه تجاهل خط المستقبل
, ومحال أن يتنبأ به لم أصدقه , لكني شفيْت غليلي في معرفة هذا الفن الذي هو علم قائم بذاته .وفي
نفس السياق تدلي (فتحية / 38سنة , مصرية الجنسية مقيمة بالجماهيرية ) بدلوها حول قراءة الفنجان
, وهي كما يشاع (خبيرة الفنجان المقلوب) تقول : مارست هذه المهنة عن طيب خاطر , وأعتبرها
مهنة لأنها تدخل عليَّ ربحاً لابأس به يومياً لايقل عن ثلاثة دينارات للفنجان الواحد ولايزيد عن أربعة
, ولديَّ زبائن يأتون إلى منزلي ويصدقون حدسي الذي لايخيب أبداً , فيطرقون بابي كلما خذلهم الحظ
, فأصنع لهم القهوة وبعد احتسائها أقلب الفنجان وأرى شيئاً من الارتياح على وجوه الزبائن , وهم
للعلم من الفئة المتعلمة وأغلبهم من النساء . ولن أجزم بالقول إن ما أقوله قرآن منزل , ماعاذ الله ,
فكل مافي الفنجان صور ورموز لها إيحاءات معينة تفسَّر جوانب مختلفة من الحياة , فصورة الحوت
رمز الرزق الكثير والحظ الوفير , والحمَام هو رسول نبأ مفرح عما قريب أو وصول رسالة أو تلقي
مكالمة هاتفية مهمة , أما عن صور الأشخاص التي تظهر في الفنجان فلاتعبِّر عن أي شخص موجود
في الواقع إطلاقاً , ولايوجد في الفنجان رمز يخص أمور الغيب , وإذا تنبأت قارئة فنجان بعلم الغيب
فهي حتماً مشعوذة تمارس الدجل !!. وللقانون أقواله
ممارسة الشعوذة من وجهة نظر القانون وكما ذكر في المادة (4751) جنحة عقابها (الحبس) لمدة
لاتزيد عن ستة أشهر . ولكن ماذا عن تحضير الأرواح والجان ?? تعددت التسميات والفكرة واحدة
حول مايسمى (تقمص الأرواح) وكما يقال فإن الروح تتجسد في صورة مطابقة لصاحبها في الدنيا ,
أو تحل في جسد شخص ما بعد دخوله في غيبوبة تتكلم بلسانه وتدلى بأفكاره , وهذه آراء أنصار علم
تحضير الأرواح !!. الروح تملي على الكاتب أفكاره وعلى الشاعر إلهامه , مثل ماحدث مع الشاعر
(أحمد شوقي) الذي أملى على وسيطة إسمها (مدام روفائيل ) مسرحية شعرية بعنوان (عروس
فرعون ) كما يذكر الدكتور رؤوف عبيد الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة عين شمس في مجلة صدرت
في الخمسينات في مصر باسم (الروح) ومضى ينسج على نفس منواله عباقرة الأدب في العالم
(برنادشو , دانتي , , تشارلز ديكنز, فيكتور هوجو ) .
هل الأرواح هم قرناء بني آدم من الجان
علماء المسلمين لهم رأي آخر يستمدونه من القرآن والسنة والفقه الإسلامي , فقد أوضح الشيخ الراحل
(أحمد عز الدين) متحدثاً عن تجربته مع محضري الأرواح في مدينة حلب في كتابة (الايمان
بالملائكة) أن كل أساليب تحضير الأرواح من طريقة الوسيط والمنضدة والفناجين هي كاذبة وباطلة ,
فأساس الفكرة هو القرين من الجن ليس إلا , فأي سر يكمن في الروح التي لايعلم سرها إلا الخالق وحده . دون موعد مسبق
داهمت خلوتها بقصد الحديث معها , وكان من الطبيعي أن تصاب بالذهول , وللوهلة الأولى شعرت بأنني ضيف غير مرغوب فيه .
قالت لي بصوت مرتفع (يجب أن تأخذي الدور زيك زي باقي الناس , تعالي غدوه , يومي مشغول ,
وزهرة ماتبيش تزعَّل حد منها معليش ) قلت لها .. الناس كلهم يتكلمون عنك .. يمتدحون أقوالك
ويشيدون بأفعالك , جئت لك من مكان بعيد حتى تفرجي همي وتزيحي غمي ..!! قالت .. والله اللي
عليه الحل والربط (نائم الآن ) لازم نرد عليه الدبارة , فهو صاحب الشأن , مرات يوافق ومرات لا .. على حسب مجازه ) ..!!
هنا شردت عنها بتفكيري قليلاً , وتشكلت حول عباراتها علامة استفهام عمن تتحدث ? فقد سمعت أن
طفلاً صغيراً يمتلكها ويسيطر عليها , تنطق بلسانه وتنطق بأفكاره , وكما يقولون ( مرابط)!!
قطعت شرودي بسؤال : ماهي مشكلتك ? شن اللي مضايقك ومنغص عليك حياتك ? ذهلت من
سؤالها , وفي نفس الوقت بدأت الشكوك تحوم من حولها , وبدوري وجهت إليها سؤالاً كان في
الصميم , أزاح الستارة عن حقيقة ماتخفيه وراء الطفل (الأسطورة) الدراما المثيرة التي حبكت
أحداثها بخيوط الخداع , وتفرج على مشاهدها متفرجون كانوا أبطالاً فيها !! قلت : ألم يخبرك (القرين الصغير ) بعد ?
بالطبع انتابها الصمت وفقدت الحيلة في أن تجد الإجابة المقنعة , وحرصاً على استمرارية الحوار
سحبت مجرى الحديث نحوي بقولي ( إنني أرملة وأم لثلاثة أطفال , شقيق زوجي لايكف عن إلحاق
الأذى بي منذ أن رفضت الزواج منه , لذلك يفعل معي المشاكل , وحالياً يفكر في انتزاع الأطفال ,
فهل صنعت لي (حجاباً ) يفضُّ النزاع فيما بيننا ويجلب لي راحة البال ?
بلهجة سريعة ردت علي .. لاحجاب ولاتعويذة , هذه طلاسم ليس إلا , ليست من مهامي , كل
مابوسعي تقديمه لك هو ما يمليه علي الطفل من أفكار وأقوال , وعندما أتحاور معه ينكشف أمامي كل
شيء فأبصر وأسمع مالايراه ولايسمعه الغير , وكل مايتراءى لي من صور وأشياء هي حقيقة لاجدوى فيها . الآن .. سأتحاور معه أمامك .. لاتخافي ولاتجزعي !
هي مشغولة بمحاورة الطفل الوهمي , وأنا في هوية الطفل .. إسمه ? هل هو حقاً القرين المتقمص
روحها كما تدعي ?! بدأت أوصالها ترتجف استعداداً لدخول المشهد الدرامي المكشوف أمامي , تغير
صوتها وارتفعت عيناها نحو السماء تنتظر في المجهول خشية أن يتضح لي زيفها وخداعها , تظاهرت
بفقدان الوعي , ولبرهة , طبعاً هذا ضروري , ومن لزوم الشغل , وعاودت نفس الكرة , لم تمل
ولم تكل , أصبحت تتلوى أمامي كالأفعي , تحوم حول نفسها وتدور في دوامة الخداع , وأخيراً
استيقظ المارد من سباته , فانتهى الصمت , وصرخت بأعلى صوتها أو صوته ? زوجته زوجته هي
رأ س الأفعى , عملت لك عملاً (سحر) غارت منك وخافت على خراب بيتها
قلت : طيب والسحر وين موجود ? كيف نعرف مكانه ? قالت : ياهمّك ويايولك وياسواد ليلك ,
ياسعدك الطايح وبختك النايح , هو في قبر منسي وسط ميت .. وهات شن يفتح القبر ??!!
قلت : حددي المكان وعرفيني بالعنوان , ونشوف واحد يساعدني على فتح القبر , وإلا عندك رأي آخر ?
قالت : يالطيف , شن هالأفكار الجهنمية , حرام عليك , قلت والله مازال فيك خير تميزي مابين
الحلال والحرام وضميرك مازال في صحوته , فما مبرر ماتفعلين مع الناس ? أليس من حرام أو حلال في قاموسك ?
النهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــايه
|
|