بقـــــــــــــايا مهــــــاجر

[justify]سافر في حقبة تاريخية معينة ضمن الجيل الثاني للمهاجرين على الضفة الأخرى

أبوه يعمل في مزرعة كبيرة يديرها مع أولاد الدين لم يلج أي منهم المدرسة.

احمد بلغ 16 من عمره يتمرد على وضع عائلته لا يريد أن يساعدها في ذلك العمل الذي يرى انه يبذل فيه مجهودا كبرا مقابل اجل ضئيل.

على حد فهم والده انه يتمرد لأنه يريد الزواج فكروا في ذلك، زوجوه بعد بلغ 18 من عمره ظنا منهم انه يستقر نفسيا ويتعايش مع وضعه.

يتزوج احمد كي يرضي والديه يستمر في تمره ، يتضاعف حزنه وهمه بمجيء إنسانة أخرى ضاعفت متاعبه ينجب 3 أولاد كلما رزق بواحد يزداد حزنه لأنه يكره حياته وفقره ووضعيته
لم يستطع تحمل المسؤولية توالت الأيام ..... فكر أخيرا.....
في صباح يوم لم يعد يتذكره اختفى خلسة ... لم يترك وراءه سوى صبية صغار ودموع غزار من أم أضناها فراقه و زوجة لم تعرف يوما أنها أصبحت زوجة ... هاجر ولم يعد...

توالت الأيام وتحمل الغربة في الضفة الأخرى بكل متاعبها ومشاكلها كان يحس أنها أهون مما كان يعيشه تزوج من أجنبية لتضمن له حق الإقامة لكنه يدفع مقابل ذلك حياته وحريته وحتى هويته

مرت السنين ورزق منها ب 3 أطفال كان لا يجرؤ على قول أي شيء عن حياته الماضية انقطعت أخبار عائلته عنه وأخباره عائلته حتى ظنت انه قد مات بعد أن بحث عنه أبوه في جميع المدن والقرى المجاورة كان كلما جمع قسطا قليلا من المال يسافر بحثا عن ابنه عله يجد أي اثر يشفي غليله ويطفئ ناره عن فلذة كبده.

أنست احمد قساوة العيش هناك كان عمل في المناجم طيلة اليوم ويعود في المساء مرهقا لينام ويبدأ من جديد وهكذا دون توقف.

كبر أولاده وبدءوا يسألونه عن أصله وعرقه من هو؟ من أين أتى ...
يريدون معرفة جذورهم ، كان يحدثهم أصله ويقول إنه كان يعمل في مزرعة أبيه وكان جدهم غني جدا ولم يعجبه العيش هناك وهاجر عله يجد الأحسن والكثير من هذه الحايات.

الأولاد يكبرون وتكبر معهم تلك الأفكار عن أصل أبيهم وثراءه وكانا يطلبون منه كل سنة أن يسافر بهم إلى بلده ( ....) لكنه دائما يرفض متحججا بأشياء يخترعها إلى انه لم يستطع إيجاد حجة قاطعة يقنعهم بها فوافق على ذلك.

جمع عدته وأولاده وزوجته وسافر إلى بلده
وقف بسيارته أمام منزل متواضع في ضاحية مزرعة كبيرة جاء أبنائه الثلاثة الذين تركهم بالكاد يتذكر ملامح أكبرهم أما الآخرين فتلاشت الصورة الباهتة له من ذاكرتهم .
أما هو فقساوة الحياة والغربة والقهر التي عاشها لم تترك له حتى حقه في التمتع بين ما يجب وما يكره قتلت مشاعره حتى مجيئه عند أهله لم ينبع من رغبة في ذلك بل جاء مرغما وخاضعا لسلطة أبنائه وأمهم جاءوا بدافع الطمع لم يشعروه يوما انه أبوهم ولم يقدره لأنه لا يقدره نفسه ولم يعطيها حقها.

جاءت والدته تهرول نحوه وقد عرفته بقلبها قبل عينها التي جفت دموعها لكثرة البكاء عنه... عانقته علها تداوي جرحها العميق الذي كان يوجعها كلما فكرت به لم يبادلها حرارة العناق لأنه قال لأولاده وزوجته بأن هؤلاء الناس هم عاملون عند صاحب المزرعة الذي يدعي أنه أبوه.

عرفت الأجنبية وأولادها القصة ... ركبت سيارتها رفقة أبناءها ورجعت إلى بلادها تجر خيبة أمل كبيرة.

بقى احمد في بلده جسدا بلا روح يشعر بالندم والحسرة حتى انتهى المطاف إلى الإصابة بأمراض نفسية وعصبية شلت حركته وبقيت أسرته تعتني به تلم جرحه وجرحها.
[/justify]

ا

لا حول ولا قوة الا بالله
اشكرك اختي فاطمة على هذه القصة اللتي كلها عبر
اسأل الله لك النجاح والتوفيق في حياتك
تقبلي مروري

السلام عليكم

قصة رائعة بالفعل ومؤثرة

الف شكر على طرحك للقصة

وفي انتظار المزيد من ابداعاتك

ومواضيعك الرائعة

تقبلي مروري