تفيض حبا تتدفق عاطفة تدوب حنانا و تعيش بنبضات قلبها هذه هي زهرة البنفسج
هي ليست صورة رائعة توزع مجانا لكل معجب هي أكثر من ذلك بكثير هي أنثى بكل نبض في جسدها ... بكل نبض في صدرها ....بكل نفس يخرج من صدرها... بكل نظرة ترميها .... هي أنثى معجونة بالحب ... تعطي دون أن تسأل كيف تعطي... ومتى دون أن تحسب كم تعطي حبها لله و خوفها من عقابه جعلها تتصرف بعفوية
ولماذا هي هكذا .
هي عاطفة تقتلع الحب من جذوره و تخبئه لتعطيه نسمات لمن تحب هي زهرة لا تتفتح إلا ليد حنونة تلمسها وتعطيها من نفسها... لماذا لاشيء ؟.
حين تغمرها عتمة الليل وتعود إلى حقيقة نفسها، تبحث عن ابتسامة عن كلمة حقيقية فلا تجد شيئا.
تبحث عن ملامح الإنسان الذي تحب، الذي تتمنى فتدوب كل الملامح من مخيلتها ولا تبقى من الحقيقة إلا الحلم.
وتنطفي في عيون الناس صورة الأنثى التي تعيش في داخلها كلما اختنقت بملل الوحدة... لأنها تنسى عندها كل شيء.
تتناسى أنوثتها و تنظر أن ينجلي الحلم يوما ويصبح حقيقة حلوة تستحق كل حبها وعطائها.
استدل الستار وانتهت المسرحية.
آسفة... لم تعد عندها كلمات اعتذار لم تعد ترضيكم حكايتها، قصتها انتهت وماتت آخر فصولها.
دموعها لم تعد تشفع لها مع إنها جفت أعصابها لم تعد تحتملكم أو تحتملها، انتهت الحكاية ولم يبق منها سوى ذكرى جميلة واحدة سمعتها وصدقتها وهي تعلم إنها كاذبة ، جملة عاشت عمرها من أجلها رددتها في يقظتها وفي أحلامها جملة تحقيق اهلافها في الحياة لما تطمح له بعد أن أغلقت جميع الأبواب في وجهها بدأ من عدم إكمال دراستها وهاجسها الوحيد في تحقيق ذاتها ...لكن ماذا بقي لها ؟ لاشيء... سوى جدران عالية تحجب عنها ابتسامة الحياة ونور الشمس ....الأرض ذبلت إزهارها وغرقت بالوحل وأغرقتها.
ضيعها الوهم ظل طريقها وضيعها معه لم تعد ترى شيئا ..ترى هل هناك أناس يعيشون ، يحبون و يبتسمون ...وهل لايزال للسعادة وجود ؟ ....لا أدري!
ما معنى الحياة ونحن لم نوافق على مولدنا ؟ ما معنى وجودنا ونحن لم نختر منه شيئا؟
حياة زهرة البنفسج فارغة ... نفسها حاقدة لم تعد ترى في الوجوه سوى القبح والقذارة.
دموعها سقت الجفاف، ونبتت في الأرض البور.
حياتها جعلت منها جسرا ليجتازه المعذبون.... إلى أرضها التي لا تعرف النور.
ولكن ما الفائدة وقصتها انتهت وأسدل الستار على فصلها الأخير؟
آمنت اليوم أنها لن تموت ولن تقتلها الوحدة ولن تعلن الدنيا الحداد لانتهاء حكاية ثقتها بالغير .
عرفت اليوم أن للنهاية بضعة أيام سوداء فيها ألم ودموع، يأس وجنون، فيها الظالم والمظلوم، الكاذب والصادق و المنافق.
ثم استفاقت ذات صباح تجد ان العاصفة قد هدأت وتركت بعض الفوضى التي ستختفي مع الزمن مع مشاغل الحياة وتبدأ حياة أخرى.
اكتشفت اليوم أنها قطعت مرحلة من حياتها تلك المرحلة التي ينقض فيها اليقين بالشك.
عرفت اليوم أنا ودعت ضعفها أمام التيار الملوث بنسمات بشرية غامضة ملوثة.
واليوم بدأت تنتظر من الثقة أن تكون متكافئة بعد أن كانت تسعد بضعفها وخسارتها أمام هذا التيار الجارف.
اليوم عرفت أنها تحولت من دفق العطاء ألا محدود إلى الحذر في العطاء الذي يحد من السعادة المطلقة ورأت أن السعادة لم تعد تنبع من تفاصيل صغيرة تحملها إلى عالم الأحلام بل أصبحت أحداث ومطالب مستمرة وقلقا لا ينتهي
كانت ثقتها بالأمس مع صديقاتها يحمل براءة الأطفال وعظمة التضحية وسخاء العطاء وكان الفراق حزنا عميقا وجرحا أعمق وأصبح الآن مسيرا بالعقل المتزن والعطاء المحدود وحب الذات والفراق مباراة كبرياء في الصمود وحساسية من الأخرين وخوف من اظهار ضعف او اعطاء تنازلات
تعرف اليوم أنها لن تعود زنهرة البنفسج زهرة تعطر من حولها لأن العالم لن يغرف بدموعها فمهما كان حزن النهايات فقد تعلمت كيف تتجاوز سنوات الإستسلام وعرفت انه قارة على اختيار طريقها وانها مسؤولة عن قدر مسؤوليتها فيما كانت تتمنى ان يتحقق لها منذ بدات العاصفة ...كل نهاية حزينة حتى النهايات السعيدة حزينة لأن سعادتها هي تلك اللحظة التي نعتبرها انتصار.
