النجوم ليست منتشرة بالتساوي في الكون، بل تتجمع في مجموعات ضخمة من بلايين النجوم، تدعى المجرات. وتنتمي الشمس ( وهي نجم متوسط الحجم ) إلى مجرة تدعى درب اللبانة، وهذه المجرة لها شكل الفطيرة المسطحة، ولها بروز في وسطها والشمس والكواكب التسعة - بما فيها الأرض - تقع في الجزء المسطح من المجرة.
عدد النجوم:
يوجد ما يزيد على 200 بليون بليون من النجوم.
النجوم التي يمكن رؤيتها:
إذا حاول شخص ما أن يجرب عدَّ النجوم، فإن بإمكانه أن يعد نحو خمسين بليوناً منها. وإذا تأمل شخص ما في السماء، في ليلة صافية غاب عنها القمر، فإنه يمكنه أن يرى نحو ثلاثة آلاف من النجوم.
هناك، كذلك، نجوم يمكن رصدها على مدار السنة، ويبلغ إجمالي عدد النجوم، التي يمكن رؤيتها من الأرض، من دون استخدام التلسكوب، نحو ستين ألف نجم، وهي النجوم الأشد لمعاناً.
أحجام النجوم
النجوم أجرام ضخمة. والشمس ليست إلا نجماً متوسط الحجم، يزيد قطرها مائة مرة على قطر الأرض. وأضخم النجوم يزيد على ما يملأ الفراغ بين الأرض والشمس. ومثل هذه النجوم يكون قطرها حوالي ألف مرة قدر قطر الشمس. وأصغر النجوم يقل حجمه عن حجم الأرض.
وتختلف الأحجام بين النجوم النيوترونية والنجوم العملاقة الأكبر بكثير من الشمس، فالشمس نفسها نجم متوسط الحجم قطره 1392000 كم، أي ما يعادل 109 مرات قطر الأرض.
وقد قسم علماء الفلك النجوم من حيث الحجم إلى خمس مجموعات رئيسية هي:
النجوم النيوترونية:
أصغر النجوم، لها كتل تقرب من كتلة الشمس، لكنها مضغوطة لدرجة أن قطرها يساوي 20 كم. وبعضها يبث دفعات قصيرة من الموجات الترددية في فترات منتظمة. وتسمى هذه النجوم النيوترونية السريعة الدوران المنبضات.
مجموعات النجوم:
يوجد بدرب اللبانة ما يزيد على 100 بليون نجم. والعديد من هذه النجوم مجموعات صغيرة عبارة عن سحب وعناقيد نجمية، ويسمى زوج النجوم النجم الثنائي. وحوالي 50 % من النجوم هي نجوم ثنائية.
وتتألف النجوم الثنائية من أزواج من النجوم التي تدور بعضها حول بعض متماسكة بعضها مع بعض بفعل الجاذبية. وينتمي العديد منها إلى مجموعات أكبر، تحتوي على ثنائيات أخرى وأحاديات النجوم. وتسمى مثل هذه المجموعات متعددة النجوم.
وتبدو السحب النجمية لامعة، مشبعة بالغبار عند رؤيتها دون تلسكوب. ويأتي اللمعان من ملايين النجوم التي تكون هذه المساحات.
العناقيد النجمية يمكن أن تكون على هيئة كرة أو غير منتظمة الشكل. ويتراوح ما تحويه العناقيد الكروية بين عشرة آلاف ومائة ألف نجم. ويقع حوالي مائة تكتل كروي حول مركز درب اللبانة. والنجوم في العناقيد الكروية هي بين أقدم النجوم في المجرة. وتحتوي العناقيد غير المنتظمة الشكل والتي تسمى العناقيد المفتوحة أو العناقيد المجربة على عدد يتراوح بين عشرة وبضع مئات من النجوم، وهي تقع في الجزء الرئيسي من شكل الفطيرة المسطحة لدرب اللبانة.
مسافات النجوم وأبعادها:
تبعد الشمس حوالي 150 مليون كم من الأرض. أمَّا أقرب نجم للشمس، واسمه ( قنطورس القريب )، ويبدو مثل رأس الدبوس؛ فهو يبعد حوالي 40 ألف بليون كم من الأرض. وتحتاج أسرع الطائرات النفاثة إلى مليون سنة لتصل إلى أقرب نجم! لكن حتى هذه المسافة الكبيرة ما هي إلا واحد من بليون من المسافة إلى أبعد نجم، فسبحان الخالق العظيم القائل: فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ، سورة الواقعة، الآيات 75 ـ 76. يقيس علماء الفلك المسافة بين النجوم بوحدة تسمى السنة الضوئية؛ فقنطورس القريب، على سبيل المثال، يبعد 4.3 سنة ضوئية تساوي ( 46.9 ) ألف بليون كم، ويقطعها الضوء بسرعة 299.792كم / ث. وبعض النجوم في مجرة ـ درب اللبانة تبعد 80.000 سنة ضوئية عن الأرض.
أقرب جيران مجرة درب اللبانة مجرة تبعد عشرين ألف سنة ضوئية. أما أبعد النجوم فيقع في مجرات على بعد بلايين السنين الضوئية من درب اللبانة.
تقع الشمس على بعد حوالي 25000 سنة ضوئية من مركز مجرة درب اللبانة. وهي تنتمي لمكان في المجرة تتراوح فيه المسافة بين النجوم في المتوسط بين 4و 5 سنوات ضوئية. وفي بعض أماكن أخرى من درب اللبانة تكون المسافة بين النجوم أقرب من ذلك بكثير ففي العناقيد الكروية، مثلا، تبلغ المسافة بين النجوم أقل من10 ,0 من السنة ضوئية.
اختلاف النجوم:
النجوم تختلف اختلافاً كثيراً في لونها ولمعانها؛ كما تختلف في درجة حرارتها وحجمها. وتبدو بعض النجوم صفراء مثل الشمس. وبعضها الآخر يومض وميضا أزرق أو أحمر. والنجوم التي تُرى في الليل خليط من نجوم قريبة معتمة، ونجوم بعيدة مضيئة جداً.
لمعان النجوم:
والنجوم بعضها أشد لمعاناً من بعضها الآخر، بسبب الطاقة الكبيرة التي تتناسب طردياً مع شدة اللمعان. وقد استطاع الأقدمون أن يميزوا حوالي 20 نجماً هي أعلى النجوم لمعاناً. وعدَّوا هذه النجوم الشديدة اللمعان نجوماً من الدرجة الأولى. وقد أطلق الفلكيون القدماء عليها أسماء، منها الشعرى اليمانية، النجم الكلب. وهنالك نجوم أخرى أقل لمعاناً. وبعضها قاتم جداً بحيث لا يُتَبين إلا بشيء من الصعوبة. فعدَّوا هذه النجوم الخافتة التي تكاد لا تظهر بالعين المجردة نجوم الدرجة السادسة. وقسموا النجوم حسب لمعانها الظاهري إلى ست درجات، كما أن هناك عدداً هائلاً من النجوم لا تمكن رؤيته إلا بواسطة التلسكوب