Love story .. : سأندم !

اليوم الأول :

.


عَرَفَني قبل أن أَعرفَ نفسي , وأعَرتهُ جزءا من ذاكرتي بينما أهداني أغلبَ دمه . شَهد على أناس تنبأوا بي عبقريا بعد سنوات معدودات , كان يفتخر بي دائما عكس الاخرين . و تذكر هو قدرَ عمره عندما قررتُ أنا نسيانه والخروج للرصيف مع الأوغاد , ثم ناداني .. لاخر مرة !

كان جدي , وأنا الحفيد الثالث عشر ! .. الوحيد الحقيقيّ .

دخلتُ غرفة نومه وجلستُ بجانبه بخجل لأنني تجاهلته لفترة طويلة وزرته فترة مرضه فقط , سعل و سعل ثم التفتَ اليّ وابتسم , فابتسمتُ بدوري مضطربا , فتح فمه لقول شيء وتراجع عنه ..

- كيف حالك, جدي ? ..

- الحمد لله , بأسوء حال ..

ثم ضحك , فعبستُ قلقا , سألني عن دراستي أشغالي و أعمالي فأجبته بايجابية ثم دعوتُ له بالشفاء العاجل و - كم من حالة نجتْ - فقاطعني غاضبا ! ..

- لا تسرد عليّ أسطوانات الاخرين عزيزي , أرجوك , أنا لم أناديك لهذا .. دعكَ قليلا من حالي وتكلم لي عن علاقاتك , ألم تحصل الى الان على صديقة يا أشعث ! ..

ضحكتُ بمرح وأحنيتُ رأسي مفكرا , ربما عليّ أن أكون صريحا ولو للمرة الأخيرة ..

- أنا أحب فتاة .. جدي ..

- أها , جميل .. وكيف تبدو هذه الأميرة .. صفْ لي !

- شقراء , أكملتُ بتردد .. ذات عينان زرقاوتان صافيتان وبيضاء بشكل اري اسياويّ .. لكن لديها صديق .

- ليس مستغربا , وهو يسعل سائلا أحمر تعودتُ على رؤيته .. ان عائلتنا كانت دائما ممن يطمح للكثيرْ .. ألن تذهب للتكلم معها ?

- لا يا جدي , لا ..

- هيا يا أحمق , لَبي وصية جدك الأخيرة , اذهب لالتقائها , أرها نثرا من ذاك الذي كنتَ تدهشني به , فرجْ عن مكنوناتك فأنت دائما مكبوت .. كن أحمقَ قليلا .. ولا تكن مثل أمثالي مضيعا حياتك في الدراسة و على ربح المال ! ..

...


عاندتهُ كثيرا , لكنه أخبرني أنه سيموت , وأن هذه وصيتهْ .. وأن الحياة لا تستحق , وكم لا تستحق ! . حاولتُ اقناعه بالذهاب للمستشفى ( كما أوصاني والدي ) , فضحك على والدي وأخبرني كم أنه أيضا لا يريد أن يعلب كسردينة فاسدة في ثلاجتهم .. وصحح لي بأن الرجل الحقيقي لا يرضى بأن يموت في غير منزله محاطا بأنصاره .. بأن الرجل الحقيقي يجب أن يبتعد ويتخطى أحيانا المنطق و العقلانية وكل ذالك الهراء , من أجل غريزته و الحياة , وفقط لطبيعته النبيلة ! ..

..

أفكاري اللعينة تموت كل صباح ! ..


- اليوم الثاني :


فكرتُ في كَمّ روعتي مرة , وبتجربة عقار الـ LSD مرتان .. ولم أفكر بكلام جدي , تجاهلته لأحاول أن أعيش حياتي اللعينة مجددا سليما .. مجددا دون أن أجني ثمن حمل الدم الساخن الذي يسري في قلبي كلما رأيتها .. فكرتُ بأني سأموت بوقت أبكر منه بكثير لأني أعلم أكثر من اللازم لولد مثلي أن يعلمه , فكرتُ كثيرا ولم أجني شيئا صدقوني ! , فكلما رأت فيّ العائلة مرضا خطيرا عليها لاحظتُ أنا أن حياتي متجهة للهاوية .. وحتى عندما يمدحني أحد أو يتنبأ لي بمستقبل .. ظننته يدبر لي مقلبا , ورأيت حياتي متجهة كالعادة .. للهاوية !!


اليوم الثالث :


مات جدي .. وذهبتُ مضطرا لجنازته ,, هو يُعَزى .. وفتيات العائلة أمامي متبرجات يحملن الهواتف النقالة و يضحكن على رسائل الأولاد .. العائلة كلها تأكل لحمه على الطاولات الفارهة متناقشين حول كيفية قسمة ارثه .. رأيتُ الكثير مما قد يجعلني أغضب ..

فخرجتُ .. ببساطة !


.


اليوم الرابع :


فكرتُ فيه وفيها .. وبكيت عندما رأيتُ عيناي في المراة ..


اليوم الخامس :


حاولتُ تجاهل الكلّْ .. لكن لا أظنني أستطيع .. !


اليوم السادس :


انعزلتُ عن جميع من أعرف وتخليتُ عن جميع علاقاتي سوى كلبتي في الحديقة .. أزورها كل ليلة و تعبر عن كمية حبها و فرحتها بعَضّي ..


اليوم السابع :


فكرتُ في طيفها ..

..


اليوم الثامن :

لا أستطيع ..


..
.
..




.



اليوم :


سأنفذ الوصية !!

تحياااااااااااااتي

مازن