فزاااع مدير المنتدى
عدد المساهمات : 1284 نقاط : 7836 الشكر : 10 تاريخ التسجيل : 10/05/2009 الموقع : الجزائر
| موضوع: قدِّم الصغير تحصل على الحب الكبير الثلاثاء 23 يونيو 2009, 5:10 pm | |
| الزوجة: إنني أقدم الكثير لك وأنت تتجاهلني، ولا تهتم إلا بعملك. الزوج: ولكن عملي هو الذي أدفع منه لبيتنا الجميل، وهو الذي يتيح لنا الحياة الكريمة، ينبغي أن تكوني سعيدة. الزوجة: أنا لا يهمني البيت الجميل، ولا العيش الوفير إنني بحاجة إليك أنت. الزوج: أنت تشكينني وكأنك العطاء منك وحدك. الزوجة: نعم أنا أعطي الكثير ... أنا أقوم بكل أعمال البيت، أغسل، وأحضر الوجبات، وأنظف المنزل .... وأقوم بكل شيء .... ويرد الزوج ... وترد الزوجة .... ويطول الحوار... بل الشجار. أصل الحكاية: إن الزوج طبيب ناجح، وعمله يستغرق كل وقته ... يربح من عمله الكثير، وبالتالي فهو يوفر لزوجته وعائلته حياة رغدة ... وهو لا يفهم لماذا كانت زوجته ساخطة؟ هو يظن أن ما يأتي به من مال كثير يسجل له عند زوجته نقاط حب كثيرة، ولم يدرك أنه مهما كثر ما يأتي به من مال، فهو لا يساوي عند زوجته إلا نقطة واحدة لصالحه، بينما ترى في ذات الوقت أنها تقوم بأشياء كثيرة ... فتشعر بالظلم، وتشعر أنها تعطي الكثير وتحصل على القليل. (قد يعتقد بعض الأزواج أنه بأفعاله تجاه بيته وزوجته وأولاده قد أكمل ما عليه من واجبات، وانتهت مسئولياته، وينسى أن الإطار العام للحياة الزوجية عبارة عن سكن ومودة ورحمة، وهو الحب بهذا المعنى الأشمل الذي يأخذ بين الزوجين معًا بعدًا أعمق وأرحب مما يؤخذ بين غيرهما، وقد يشهد الانتقال من مرحلة قبل الزواج إلى ما بعده، تحولًا من التعبير بالكلمات الجميلة والهدايا والمجاملات بأنواعها، إلى التعبير الصامت غالبًا لأفعال أهم وأكثر فاعلية ودلالة من الأقوال لكنها للأسف لا تكفي. قد يُقال أن في الفعل ألف دليل ودليل على الحب أبلغ من الكلام، ولكن تلك هي نصف الحقيقة، لأن الله تعالى خلق للإنسان لسان مهمته الكلام، ويكون وسيلة للتواصل. الحوار ـ حتى الصاخب منه ـ علامة من علامات الحياة، حياة العلاقة ودفئها وتدفقها، ومعناه أن الشريك يأنس بشريكه يهتم بأمره ـ ولو شغبًا أو اعتراضًا ـ ويحب الحديث معه، يتبادلان الضحكات أو الآراء أو حتى الاتهامات، ثم يصفو الجو أو يتكدر، فيتجدد الحب حين يتحرك تيار التواصل. أما الصمت حين يسود، فالركود والبرود وجبال الجليد تنمو وتتضخم، وربما التمس الشريك الدفء والتواصل في مكان آخر أو مع أطراف أخرى)[المفاتيح الذهبية في احتواء المشكلات الزوجية, نبيل بن محمد محمود]. أخي الزوج ... أختي الزوجة: (لا تستطيع المرأة أن تقدر الأشياء الكبيرة التي يقوم الرجل بها من أجلها، إلا إذا كان يقوم بالكثير من الأشياء الصغيرة ... ذلك أن الأشياء الصغيرة تشبع حاجتها الأولية للشعور بالاهتمام والرعاية والتفهم والاحترام ....ورد الفعل الودي الذي تقوم به المرأة نحو تصرفه هذا هو الحب. بينما يظن الزوج أنه إذا قدم لزوجته هدية عظيمة، فإنها تسجل له نقاطًا كثيرة عندها ومن ثم يركز وقته وطاقته وانتباهه ليقدم لها شيئًا ضخمًا. ولكن الحقيقة أن الأشياء التى يقدمها الزوج إلى زوجته لها عندها نفس القيمة مهما كبرت أم صغرت) [حتى يبقى الحب، د. محمد محمد بدري]. ما الحل إذن؟ إنه حل بسيط جدًا ... لابد أن يؤمن الزوج أن فعله أشياء بسيطة لزوجته هو الطريق إلى حل المشكلة .... كيف؟ إذا كان الزوج (الطيب في مثالنا هذا) يقابل ثمانية زبائن يوميًا، فلماذا لا يقابل سبعة زبائن، ويتخيل أن زوجته هي الزبون الثامن، ... و بالتالي فإنه يعود يوميًا مبكرًا بقدر ساعة كاملة ... فإذا رجع إلى البيت قام ببعض الأشياء الصغيرة من أجل زوجته ... ذلك أن الأشياء الصغيرة عند المرأة مهمة بنفس قدر الأشياء الكبيرة ... بل الأشياء الصغيرة تحدث تأثيرًا كبيرًا .. وهي التي تشعر المرأة بالرضا . (ببعض البصيرة تجاه احتياجات المرأة يصبح بوسع الرجل مساعدة المرأة على التكيف مع الضغوط بدون أن يزيد هذا من حدة ضغوطه، يستطيع الرجل أن يعطي المرأة احتياجاتها من المساعدة في المنزل، والتواصل، والحب، ولكن بشكل يصلح له كذلك، فبدون أن يضطر إلى أن يصبح كالمرأة، يستطيع الرجل أن يلبي احتياجاتها حتى وإن كان بشكل يختلف مع الطريقة التي تظنها هي طريقة مناسبة) [لماذا يتصادم المريخ والزهرة، جون جراي]. لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص مع زوجاته على أمور قد يراها البعض على أنها غير ذات جدوى، فها هو صلى الله عليه وسلم يسابق عائشة رضي الله عنها، فها هي زوجته في الدارين وحبيبته الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها كانت في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فقالت: (فسابقته، فسبقته على رجلي، فلما حملت اللحم سابقته فسبقني، فقال: هذه بتلك السبقة) [السلسلة الصحيحة]. وتسأل يومًا: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله- يعني خدمة- فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة) [رواه البخاري]. هذه الأمور البسيطة تهم الزوجة كثيرًا، وتدرك معانيها جيدًا، وقد سُئلت إحدى الزوجات هل تحبين أن يحضر لك زوجك باقة من الورود ويقدمها لك مرة واحدة؟ أم يحضر لك كل يوم وردة؟ وكان الجواب أن يحضر الزوج كل يوم وردة فإنه بذلك يكون قد أعطاها أكثر من أن يحضر باقة واحدة ويقدمها لها مرة واحدة وانتهى الأمر. هدية أخرى: إن أهم هدية يمكن أن يعطيها الرجل للمرأة هي: (الإنصات إليها)، لأن هذا الإنصات يعطيها الإحساس بأنه مهتم بها، وبأدق تفاصيل حياتها، وهي تحب سرد تفاصيل المواقف التي تواجهها وانفعالاتها، ومن خلال جلوسه معها وإصغائه الجيد لها يتولد بينهما احساس عميق من التفاهم والتقارب، كما يزداد في ذات الوقت تفهمه لحاجاتها العاطفية وأولويات هذه الحاجات، وهو أمر في غاية الأهمية. وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الناس جميعا حسن الإصغاء للطرف الآخر، فعندما كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تحدثة عن خبر النسوة في الجاهلية مع أزواجهن، فيما يعرف بحديث أم زرع، الذي تصف فيه كل واحدة منهن حال زوجها معها، فتحدثت السيدة عائشة رضي الله عنها حديثًا طويلًا والنبي صلى الله عليه وسلم ينصت باهتمام دون مقاطعة، ولم يفته أن يعلق على كلامها بما يفيد أنه كان في غاية الإصغاء والاهتمام. فعندما ختمت عائشة كلامها بحديث آخر النساء وكانت تسمى أم زرع، وكان أفضل الرجال مع أزواجهم في حديث أم زرع في فضله وكرمه وشمائله وحسن العشرة مع زوجته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كنت لك كأبي زرع لأم زرع) [صحيح الجامع]. وهذا في غاية الأهمية، لأنه في غياب هذا الفهم يمكن أن يقع من الزوج بعض الأخطاء مثل: (إنه لا يستمع إليها أو لا يهتم بها أو لا يسأل أسئلة تنم عن اهتمامه ... فتشعر بعدم المحبة لأنه غير منتبه إليها ولا يبدو أنه يرعاها. - لا يقيم وزنًا كبيرًا لمشاعرها ويحاول تصحيحها، ويظن أنها تطلب حلولًا فيقدم لها النصائح ... فتشعر بعدم المحبة لأنه لا يفهمها. - يستمع إليها إلا أنه يغضب ويلومها على انزعاجة أو شعوره بالصداع ... فتشعر بعدم المحبة لأنه لا يحترم مشاعرها. - يقلل من أهمية مشاعرها وما تريد، ويشعرها بأن الأولاد أو العمل أو غيرهما أهم عنده منها ... فتشعر هي بعدم المحبة، لأنه لا يتفانى في حبها، ولا يجعلها الأهم في حياته. - عندما تنزعج، فإنه يشرح لها: لماذا هو على حق، وأن عليها ألا تنزعج، فتشعر هي بعدم المحبة، لأنه لا يقرها على مشاعرها ويشعرها بأنها هي المخطئة. - بعد أن يستمع قد يقول شيئًا أو يغادر الغرفة ... فتشعر بعدم المحبة لا تحصل منه على التطمين الذي تحتاج) [التفاهم في الحياة الزوجية، د. مأمون مبيض]. وماذا بعد الكلام: 1-تفهم طبيعة زوجتك ليحدث التقارب بينكما. 2-قدم لها الكثير من الأشياء الصغيرة اليومية لتشعرها باهتمامك بها مثل شراء وردة، قطعة من الشيكولاتة. ـ..... 3-مجرد توفير المال للبيت والزوجة يعتبر عندها نقطة واحدة، وهي تشعر أنها تعطي الكثير وأنت تعطي القليل (الحصول على المال فقط). 4-استمع لزوجتك وأنصت لها لتفهمها أكثر فتشعر هي بالمحبة، وتفهم أنت طبيعتها فيحدث التقارب، والتفاهم وبعد ذلك الحب.
| |
|
زهرة الدلال مديرة المنتدى
عدد المساهمات : 1809 نقاط : 8485 الشكر : 23 تاريخ التسجيل : 20/05/2009 العمر : 34 الموقع : المغرب
| موضوع: رد: قدِّم الصغير تحصل على الحب الكبير الخميس 25 يونيو 2009, 10:52 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع رائع
بارك الله فيك
وجزاك كل خير
وفي انتظار جديدك
لميس | |
|