--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العنب فاكهة طيبة، نجده في أسواقنا صيفا وشتاء يجلب إلينا من بلدان مختلفة، تقول الكتب عنه بأنه ثمر شجر الكرم أصله من آسيا ثم انتشر في اليونان وصقلية وايطاليا ومصر والشام وغيرها.
تقول عنه الموسوعة الغذائية للدكتور علي محمود بأنه فاكهة قديمة من الاشجار المتسلقة، ورد ذكره في التوراة والانجيل.
زرع العنب منذ اقدم العصور التاريخية، وقال ديودور الصقلي ان أوزريس هو الذي عمم زراعة العنب بالارض، وعلم الناس صناعة النبيذ، لذلك اعتبره القوم إله الكروم ورمزوا له بغصن العنب.
ويقول عنه البعلبكي بأنه نبات كرمي من جنس فيتيس يحمل عناقيد، وتكون حباته بيضاء او سوداء او حمراء، وهو طيب المذاق يؤكل طازجا ومجففا، والمجفف هو الزبيب.
وهو احد أغنى الفواكه بالسكر، وزراعته ترقى الى اقدم العصور، واكثر البلدان انتاجا للعنب اليوم فرنسا وايطاليا واسبانيا ثم تركيا وبلاد الاتحاد السوفييتي سابقا والجزائر والارجنتين واليونان وهنجاريا والبرتغال ورومانيا ويوغسلافيا وأمريكا.
والعنب له ستون نوعا، وهو من الثمار التي خلدها الله في القرآن الكريم، فورد ذكر العنب في احدى عشرة آية، ذكره بصيغة الجمع تسع مرات، وبصيغة المفرد ذكره مرتين.
ويلاحظ ايضا انه ذكره في معظم الآيات مقترنا بالنخيل مثل قوله تعالى: “أيود احدكم ان تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار”.. الآية 266 من سورة البقرة وبصيغة المفرد مثل قوله تعالى: “فأنبتنا فيها حبا وعنباً وقضبا”.
أقول ان ذكره في القرآن 11 مرة يعني شرفه وسموه بين سائر الفواكه واقترانه بالنخيل فيه تشريف آخر اذ لا يوجد أشرف من النخيل. ومجمل السور التي ورد فيها ذكر العنب هو 11 سورة كما قلنا هي: سورة البقرة الآية 266 منها، سورة الانعام الآية 99 منها، سورة الرعد الآية 4 منها، سورة النحل الآية 11 منها، سورة النحل ايضا الآية 67 منها، سورة الاسراء الآية 91 منها، سورة الكهف الآية 32 منها، سورة المؤمنون الآية 19 منها، سورة يس الاية 34 منها، سورة النبأ الآية 32 منها، سورة عبس الآية 28.
تأمل هذا التكرار في القرآن، والقرآن لا يكرر شيئا عبثا لأنه كلام الله، فإذا كانت العرب تقول: زيادة المبنى تعني زيادة المعنى، فإن كلام الله أولى وأجدر بأن يحمل في كل تكرار معنى جديدا، والتفاتة جديدة، ويكفي انه من ثمار الجنة.
والعنب بشكله العنقودي يتجلى فيه الكثير من عظمة خلق الله وقدرته، فهذه الحبات المتراكبة على بعض يصلها الماء بشكل منتظم، فتنمو وتنضج وتصبح بعد ذلك فاكهة شهية وقوتا يعيش الناس على زبيبه.
أما عن فوائده فقد تحدث الطب القديم بأنه مغذ ومسهل للبطن ونافع للمعدة، ومنشط للقوة الجنسية كما تقول الكتب العلمية، وكان القدماء يقولون أنه يشفي من أمراض الكبد، وزبيبه المجفف يلطف الأمراض الصدرية والكلى، وأوراق العنب تنفع ضد امراض الجلد.
اما في الطب الحديث فهو غني بالفيتامينات، ويقول احمد قدامة في قاموسه بأن الكيلو الواحد منه يحتوي على 120 الى 150 جراما من السكر الهاضم.
والعنب يفيد الأم المرضع في الأشهر الأولى كثيرا لأن فيه ما يعادل حليب المرأة.
ويقول الطبيب جان فالنيه بأن العنب هاضم جدا ومنشط للعضلات والاعصاب، ومجدد للخلايا وطارد للسموم من البدن، وهو ينفع في فقر الدم وللارهاق والحصى والامساك. واما المصابون بالسمنة فينصحون بعدم اكل اكثر من 1200غ من العنب في اليوم، وليس في كل يوم بل في كل اسبوع مرة.