غدر امرأة

موضوع: غدر امرأة الأربعاء 07 يوليو 2010, 8:17 pm

هذه القصة من أحد ابداعات الكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي

و قد كانت قصة من العبرة ما يفيد و من التعبير و الحكمة ما يسر

تدور هذه القصة في القديم البعيد.حيث كان أحد الحكماء اليونان متزوجا و كان يحب زوجته حبا جما لم يحب أحد

مثله من قبل و كان خائفا من أن تتزوج بعد وفاته أو تحب غيرة .فكان يفكر في ذلك كثيرا حتى بان عليه أثره

فسألته زوجته عن أسباب همه و حزنه فأخبرها بما يجول في خاطره فضحكت ضحكة طويلة و قالت :لا تخف يا

زوجي الغالي أعدك أنني لن أتزوج بعدك أبدا .فصدق وعدها و لم يعد يشغله هذا الأمر .و في أحد الأيام كان مارا

قرب المقبرة فإذا به يلمح امرأة جميلة تجلس إلى أحد القبور يظهر من ترابه انه دفين جديد .و كانت تحمل في

يديها مروحة من ورق و تحاول تجفيف تراب القبر فاحتار في أمرها و تقدم منها يسألها ما تفعل فقالت :هذا قبر

زوجي الذي توفي منذ ثلاثة أيام و أنا أحاول أن أجفف تربة قبره.

فاستغرب فعلتها و سأل عن سببها فقالت :لقد كان زوجي يحبني كثيرا و كان يخاف أن أتزوج من بعده فجعلني

أعده أن لا أتزوج حتى تجف التربة على قبره و أنا سأتزوج الليلة و لم أرد أن أخلف وعدي لزوجي فجئت منذ

الصباح وأنا على هذه الحالة أحاول أن أجفف التراب قبل العرس و لم يبقى الكثير .فجلس الرجل قربها و هي

تجفف القبر و عند انتهائها من ذلك كان الليل قد أسدل خيوطه تقدمت المرأة من الرجل و أعطته المروحة و قالت

هذه هدية مني إليك لأنك أنست وحدتي في هذه المقبرة الموحشة .فأخذها الحكيم و سار في طريقه عائدا إلى بيته و

كان يفكر في أمر المرأة و ما كانت تفعل حتى وصل البيت فسألته زوجه عن سبب سرحانه و عن المروحة التي

يحملها في يده فقص عليها القصة و قدم لها المروحة قائلا هذه هدية إليك فمزقتها الزوجة و هي تسب و تلعن في

المرأة التي كانت تجفف قبر زوجها فسعد الحكيم بموقف زوجته و جعلها تقطع عليه وعدا بألا تتزوج بعده فوعدته .
و مر عام على الحادثة و سقط الحكيم سكين الفراش إثر مرضه مرض لا يشفى مصابه فذكر زوجته بما وعدته و

كانت تلك آخر كلماته فقد انتقل إلى جوار ربه .ندبت الزوجة حظها و حزنت لموت زوجها الذي تحب و أقامت على

ذلك حدادا و أمرت ألا يدفن إلى أن ينتهي ذلك و كانت قد سجنت نفسها في غرفة مظلمة تندب فقيدها .و قد كان

المعزون يأتون و يذهبون و كانت الخادمة تأتي في كل مرة و تخبر سيدتها أن فلان أتى و فلاح ذهب حتى جاءت

في إحدى المرات و أخبرتها أن أحد طلاب الحكيم قد وصل و هو قادم من بلاد بعيدة و أنه فور سماعه خبر الحكيم

حتى سقط مغشيا عليه لا يحرك ساكنا و إني أخاف أن يصيبه مكروه .فقامت الزوجة لترى ما حل بالضيف و أمرت

الخدم بأخذه إلى إحدى الغرف و لما رأته وقع في نفسها ما وقع فقد كان الفتى آية في الجمال و حسن المظهر

فطلبت أن ينادى كل الأطباء و العشابين لمعالجته و عندما استيقظ الطالب رأى معالجته فقال لا تتعبي نفسك يا

سيدتي فأنا لم يبقى لي من الحياة بعد الحكيم و لا أقدر عليها لو أردت فقالت لماذا؟فرد أنا مصاب بمرض لا دواء له

فقالت مقامك عندي و الأطباء سيجدون لك علاجا فرد الفتى لقد علمت علاجي لكني لا أقدر عليه فقالت ما هو رد

الفتى علاجي يا سيدتي و كما أخبرني الأطباء هو في تناول مخ ميت حديثا و أنا لا اعرف من يلبي طلبي هذا

.سكتت المرأة قليلا ثم قالت لا تخف يا عزيزي علاجك عندي و انصرفت إلى غرفتها و في سكون الليل أخذت فأسا

حادا و تسللت إلى غرفة زوجها الغالي تريد الإطاحة برأسه لأخذ المخ منه .و عندما رفعت الفأس في السماء سمعت

صوتا يقول :أليست مروحة تلك المرأة ألطف من هذه الفأس يا زوجتي الحبيبة.و انطلق ضحكات كل من الطالب و

والخادمة فعلمت الزوجة أن كل ما دار إنما كان من تخطيط الحكيم لامتحان وفاءها و هو للأسف ما كانت تفتقده

فزفرت زفرة كانت هي الأخيرة و سقطت على الأرض جثة هامدة .

أرجو أن تنال القصة إعجابكم
منقول

زائر

رائع با اختاه قصه في قمة الروعه

لقد دكرتيني بي ايام المطالعه وحب المطالعه

على فكرة قد قرئت الكثير لهد الكاتب المنفطولي

تقبلي مروري المتواضع

موضوع: رد: غدر امرأة الأحد 07 نوفمبر 2010, 8:33 am

السلام عليكم
جميلة هذي القصة
الحسنة وبرك الله فيك
ابنتي وبنت الجزائر الغالي
تقبلي مروري

موضوع: رد: غدر امرأة الأحد 07 نوفمبر 2010, 12:01 pm

مرورك العطر نور صفحتي أمي الغالية
نتمنى نشوفك دايما منورة

» يقولون كل أنثى امرأة وليس كل امرأة أنثى
» **() قيد امرأة ()**
» يوميات امرأة .....
» ثورة امرأة ..............................................
» امرأة تلد وهي معلقه بي حبل المشنقه