كلام الشهود
( يقول الفؤاد ) :
شعرت الحرارة خلف الضلـوع
وبي صار نبضي شبيه السعال
( تقول العيون)
رأيت حبيبا دفيق الهـــــــــــــوي
حكيما ودودا وفيهالكمــــــال
برىء عطـــــــوف نضير الصبا
له روح طفل وعينا غــــــــزال
( وأما المشاعر):
وليس ملاكا ، وما ببشــــــــر
له وجه " فينوس " إله الجمال
( فقال القضاء) :
بأمر القضاء ورب الغـــــــرام
يعاقب ذاك الفتي بالنبــــــــــــال
بتهمة قتل الغرام بـــــــــــــــه
وقد قر كل الشهود القتـــــــــال
وفي شرعنا في بلاد الهــــوي
تشد لعشق نقي الرحـــــــــــال
فمن هام حقا له من هـــــــوي
ومن يقتل الحب فيه يقــــــــال
ويحرم سكني بلاد الهـــــــــوي
ويضرب حتي تلين الجبــــــال
( فصاح الغلام ):
سيادة قاضي قضاه البـــــــــلاد
أنا من بلاد الهوي لا النضــال
برىء ، برىء وربي أنـــــــــا
وإني سأحكي إلام القتـــــــال ؟
وأما الشهود فقد أخطــــــــأوا
ولي قد أساءوا وضلوا ضلال
فما كان هذا الذي قــــــد رأوا
غراما ، نقيا ، شريفًا ، حـلال
(فرد القضاء) :
تقول الشهود أضلوا الكــــلام
فقل ما تريد وصح المقـــــال
( فقال الغلام ):
وعشت الليالي سخين اليدين
وبرًد بقلبي وما من ســــؤال
وعقلي يبدل حلما بحلـــــــــم
وما من جديد وعمري سجال
إلي ذات يوم كئيب القمـــــــر
شعرت بدفىء لقلبي ينـــــال
رأيت الخيال وكانت خيــــــال
لمست العروق وكانت حبـال
ودم ولحم تعبدتهــــــــــــــــا
وكانت جليداً ومـــــــاءاً وآل
وعينا غزال وكانت ثقــوب
وجرح دميم بدا لي كخـــــال
سمات الحياة وما من حيــاة
وندب وقرح توارا بشـــــــال
( فقال القضاء) :
إلام هدفت بحجب الأمــــــور
وأنت عليم بذا الاحتيـــــال ؟
وكيف سكت وأخفيت هجــــر
وتلك الشهود تود الوصـال ؟
(فرد الغلام ) :
وماذا أقول لقلب جريـــــــــح
أقول هويت وكانت خيــال ؟
وماذا أجيب لدمعي الســــؤال
إذا قال وهما ؟ أقول احتمال
وماذا لفكري وضلعي الكسير
وعيني وحسي وكل الخصال؟
(فقر القضاء ):
بأمر القضاء ورب الغــــرام
يخلي سبيل الفتي لا سؤال
[flash][/flash]